بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أبدء بنفسي... أود أن اطرح بعض الاسئلة والتي من شأنها ترسم لنا أبعاد الموضوع..
فهل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نظرك ؟
أو هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ ؟
هل شعرت يوما أن الطرف الأخر في النقاش معك خرج صامتا لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟
كلنا ستكون إجابتنا نعم...
ولكن تختلف النسبة من شخص إلى آخر...
أما عن نفسي
فأقول وبكل صراحة!!
نعم.. ولكن يندر ذلك وسبب حصول ذلك ربما يكمن في الطرف الاول ومدى تقبله للحوار الهادف والمناقشات الهادئة... ليس عيباً فيه ولا بي... ولكن حجم القضية أو ظرف الزمان هم من يفرض هذه المشادات أو الانفلات اللفظي وبالتالي تحيّز كلٌ منّا إلى رأيه الشخصي
ومن الاساليب العشرة التي أتبعها في نقاشي حتى أكسب جميع مناقشاتي.. هي:
1- أترك المحاور يبدأ أولا: فإذا بدء هو سيقول كل ما في جعبته تاركاً لي المجال كي أعلق على نقطة نقطة بالحكمة وبأسلوب لطيف وهادئ جدا.
2- تدوين نقاط الاتفاق في مخيلتي وتذكرها جيداً لكي أستخدمها حين يحين دوري في النقاش.
3- الانصات حين يتكلم الطرف الآخر: فالمقاطعة بالنسبة للمتكلم أشبه بأن تضع يدك على فاه وتقول أستمع لهذه قبل إكمال حديثك.. وهذا ما يثير غيضه ومنها لن تستيطع أن تمسك بزمام الحديث.
وإذا ما حان دوري للنقاش:
4- لا توجد مشكلة: أي بأنني أبين للطرف الثاني بأن لا توجد مشكلة وإنما مجرد ملاحظات لدى كل الطرفين، وأنني مقتنع بملاحظاته.
5- بيان الموافقة المبدئية: أي أخبره قبل البدء بأنني متنازل له بكل شيء لأنني لا أريد أن يزعل مني أو أغصبه على أمراً، ولكن أطلب منه أن يستمع إلي فقط وأقول له بالعامية ( أسمع كلامي .. وإن ما عجبك... قطّه بحر)
6- أستخدم الكنية بدل الاسم: عندما يأتي دوري في المناقشة دائماً أستخدم الكنية بدل الاسم كـ (أوافقك الرأي يا أبو فلان أو يا أم فلان) فالكنية هي بيان للمودّة البعيدة عن الرسميات ..
7- البدء بالموافقة على ماذكره مع تذليل الموافقة بـ (ولكن): أي إنه بعد أن يكمل الطرف الآخر حديثه، أستذكر جميع النقاط المتوافق معه عليها التي دونتها في حديثه وإن صغر حجمها وأقول له.. أنني أوافقك يا (أبو فلان) على قولك كذا وكذا.. بل لو كنت مكانك لفعلت نفسك، ولكن هناك نقطة صغيرة جداً لم تلاحظها ولو كنت أنا مكانك لما لحظتها...
8- أستخدام صيغة الجمع: أي دائما أقول له.. لقد صدر منّا كذا وكذا...أو... لقد أخطأنا في كذا وكذا...لأن أسلوب الجمع.. يحفظ ماء وجه الطرف الآخر.. لأن بهذه الطريقة أنت تلقي اللوم على الطرفين وتشاطره تحمل المسؤلية
9- أعطاء كلمات تشجيعية: اي دائماً أذكر له بأنه هو أفضل مني في أمراً ما: فمثلا.... أقول له يا أبو فلان... أنني أوافقك الرأي بأن يجب علينا فعل كذا وكذا وخصوصاً كونك أعلم مني في هذا الامر...
10- طرح وجهة النظر بأسلوب يستشف منه الطرف الآخر بأني لا أصر على رأيي بقدر ما أنا أحاول بيان الحقيقة أو توضيح المشكلة.. كقولي مثلا: يا أبو فلان.. لو تركنا فعلنا كذا وكذا سيكون أفضل لنا.... ولكن إن أحببت أن نخطي على خطاك... فأنا مستعد.. فهذا الكلام يشعر الطرف الآخر بأنك متنازل عن حقوقك وهو الشخصية المتعصبة لرأيها.. فبالتالي يلين حتى يستمع إلى ملاحظاتك ومناقشاتك أكثر..
في النهاية يجب علينا أن لا ننسى بأن الحديث يجب أن يدار بنطاق هدوء الاعصاب... والتنازل يكون شعارنا دوماً حتى لا نحرج ولا نُحرج.
ويا حبذا لو أنتهى الحديث أو النقاش بطرفة أو مزحة خفيفة.. تبين صفاء القلوب