جمال الروح نائب المدير
رقم العضوية : 4 عدد المساهمات : 427 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 العمر : 32
| موضوع: هل وقع تأثير السحر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!. 29/6/2010, 16:53 | |
| هل وقع تأثير السحر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!.
ورد في كتب التفسير وكتب الحديث، أن سبب نزول المعوذتين قصة (لبيْد بن الأعصم) الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مشط ومشاطة، وجف قشر الطلع، طلعةٍ ذكر ووتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروز بالإبر، فأنزلت عليه صلى الله عليه وآله وسلم المعوذتان، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد في نفسه خفة صلى الله عليه وآله وسلم، حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال، وأنه خلال مرضه هذا لا يدري، على حدِّ زعمهم، هل كان الشيطان يدخل على نسائه الطاهرات أم لا يدخل، هذا الزعم عن (سحره) صلى الله عليه وآله وسلم ورد في البخاري، وفي تفسير الجلالين برواية (لبيد اليهودي)، وغيره من التفاسير المدسوس عليها. فما صحَّة هذه الرواية؟!. نقول: هذه الرواية الشيطانية الخبيثة الإفك تقول أن الشيطان كان يدخل على نسائه الطاهرات المطهَّرات، بل بلغت بهم صفاقة الوجه في رواياتهم أنه صلى الله عليه وآله وسلم بقي تحت تأثير السحر وشياطينه/18/ شهراً، فهل انقطع الوحي بهذه المدة ؟!.. أما قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} (25) سورة التكوير، أفكان الوحي شيطانياً؟!. وهو طعن بالقرآن العظيم بأنه من وحي الشياطين، وذلك قول مشركي مكة الحاسدين الحاقدين: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا} (47) سورة الإسراء. وقد تبعهم العميان المقطوعين عن الله، ولكن الشياطين تتنزل على أمثالهم، قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ،تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (221-222) سورة الشعراء، وما الأفّاك الأثيم إلا امرؤ متحوِّل عن طريق الحق، مصرٌّ على حب الدنيا الدنيّة وشهواتها المنحطة، فهل يليق هذا بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!. فيصمونه بهذه الصفة الشيطانية، وهو أكمل الخلق، الذي شهد الله سبحانه وتعالى بكماله، وهو هادي العالمين إلى الصراط المستقيم!. قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى،مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى،وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى،عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (1-5) سورة النجم ، فهو صلى الله عليه وآله وسلم ما ضلَّ وما غوى، وما نطق عن الهوى، إذ هو وحي يوحى من حضرة الله،لا يسبق ربه بالقول، وبأمره دوماً يعمل، وعلمه مباشرة من حضرة الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض ومسيّرها بكمال الكمال، ثم هل تسكت قريش واليهود إن رأت نقيصة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!. أفلا يقولون أن القرآن من وحي الشيطان إن كانت هذه الرواية المدسوسة صحيحة؟!. عكس قول الله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ،وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} (210-211) سورة الشعراء. فهل في عقول الداسين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عماء؟!. وهل في أفكار المضلِّين غباء؟!. حتى أدخلوا هذه الدسوس من أن للشيطان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلطان حتى يمرضه. مع أنه حقاً لا تستطيع الشياطين أبداً حضور مجالسه صلى الله عليه وآله وسلم: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} (212) سورة الشعراء، فهل بعد بيان الله بيان؟!. قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ،إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } (99-100) سورة النحل ، فما دام الشيطان أخسأ من أن يكون له سلطان على مؤمن، ، بل يفر هارباً من عمر بن الخطاب: «يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غيره» التاج لجامع الأصول (ج3 ص311). وفي حديث آخر: «إنَّ الشيطان ليفرُّ منكَ يا عمر» رواه الترمذي رقم (3937). فهل من المنطق أنَّ له سلطان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!. حاشا وكلاَّ. فسلطان الشيطان على من يتولونه من الخبثاء وعلى المشركين، لا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الموحدين. وأن الشيطان ذاته لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين معه، ارتعدت فرائصه وفرَّ هارباً، قال تعالى: {.. فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (48) سورة الأنفال ، لما رأى التأييد الإۤلهي للمؤمنين، فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خليفة الله في أرضه وسفيره لخلقه؟!. صلى الله عليه وآله وسلم: وكلمة (وسلم)أي: سلَّمه تعالى بديمومة إقباله عليه من كل شيطان مَـريد، ومن شرِّ كل مخلوق، بتحصُّنه برب الفلق وبرب الناس، وهو عليه السلام، والسلام تعني: الأمان من كل ذي شر.. بل العكس صحيح، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاهرهم دوماً، قال تعالى: {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء ..} (6) سورة الحشر. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ..} (36) سورة الزمر {.. وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ..} (67) سورة المائدة
وكفى بالله شاهداً على كذبهم فيما رووه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«..نُصرت بالرعب مسيرة شهر.. » سنن النسائي ج1. والشيطان الأول إبليس عندما حاول الوسوسة لسيدنا آدم العظيم ليثبت أن آدم عليه السلام قد عصى ربه باء بالفشل والخسران، حيث لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فسيدنا آدم عليه السلام قد أصبحت له بدل الجنة الواحدة التي كان بها جنات، وإبليسْ بالشقاء يعيش، والنار مثوىً له. فعندما رأى إبليس هذه النتيجة: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ،إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ،قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ،إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (39-42) سورة الحجر ، فها هو إبليس يرى خسارته باقترابه من عباد الله المخلَصين: أي الأنبياء، فيتجنبهم بذاته:{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، ويقول الله تعالى أنه لا سلطان له حتى على المؤمنين:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}، الغاوين: وهم الذين لا يعملون تفكيرهم في السعي الحقيقي لمعرفة ربهم، والدنيا أغوتهم، فظنوا أن بها شيئاً، وعند الموت تنكشف الحقيقة بأنه لا شيء فيها، بل كان كله من الله عطاءً وفضلاً وإحساناً، فيعيشون في الحسرات والندامة، ثم مثواهم النار لتسلِّيهم عمَّا بهم من آلام جهنَّمية. أفلم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد المخلَصين؟!. وهو الذي اصطفاه تعالى لتبليغ رسالته، والله السميع العليم، فهو سميع لقوله صلى الله عليه وآله وسلم، عليم بحاله وبنيَّته، فكلامه وحاله صلى الله عليه وآله وسلم عال، لذلك اصطفاه الله تعالى لطهارته وعلوِّ نيَّته، ليرشد الخلق إلى الله، أفيقال عنه هذا القول الشنيع؟!. ويقبله عميان القلوب!!. أوَ لم يقل تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (147) سورة النساء:ما يفعل الله بعذابكم؟. لماذا يعذبكم؟!. خلقنا ليسعدنا دنيا وآخرة، لكن حيث النفس فيها ما فيها من علل، يسوق لنا هذه الشدائد لنرجع عن غيِّنا، فنتوب ونصلي لتطهر نفوسنا مما بها، وبما أن نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنقى نفس بمداومتها على ذكر الله وعدم انقطاعها أبداً، فحاشا أن يمكِّن مخلوقاً من الإنس أو الجن أن يمسَّه أو يلمسه صلى الله عليه وآله وسلم بلمسة أذى، لالتجائه الكلي إلى الله، فكفاه: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ..} (36) سورة الزمر، فمن كان الله معه، فمن ضده؟!. {..وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ..} (67) سورة المائدة: الله يعصمه، فلا أحد يستطيع الوصول إليه بأذى، وقوله تعالى في سورة الجن (26-27): {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا،إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}: ملائكة يحفظونه من السوء، أو أي أذى من أيِّ مخلوق كان، لا من الإنس ولا من الجان. في هذه الآية الكريمة: {.. قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ} (195) سورة الأعراف: اعتماد من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الله تعالى بأنه هو الفعَّال وحده، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم طاهر لا يمكن لأحدٍ أن يتسلط عليه، فلا خلل ولا خطأ وقع منه حتى يتسلط عليه أحد، فلا حول ولا قوة إلا بالله وحده. اسمع إلى ما دسَّه الشيطان واستسلمت من جهلها العميان
قالوا يهودٌ أفلحوا في سحره قد جاؤوا إفكاً ظاهراً بهتان
قد أدرك الشيطان شيئاً قاله في المخلَصين ماله سلطان
ولَّى فِراراً من صحاب المصطفى المصطفى لا يقترب إن لم يجد إنتان
معوِّذات حصون قد حمانا بها لم يرتكب نور الهدى عصيان
فناسبُ السحر حسودٌ حاقدٌ لا شك فيه ملحدٌ خسران
فمن فيه ذرة عقل لا يصدق أبداً تلك الرواية المدسوسة، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الطبيب الإنساني الأول، طبيب القلوب قبل أن يكون طبيب الأجسام، فمن اعتصم به كفي من مكر الشياطين والسحرة، وحيثما حلَّ هذا المؤمن المعتصم بالله وبرسوله حلَّت بهم الخسارة وعدم الفلاح. ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد في آجامها تجم صلى الله عليه وآله وسلم بنوره العظيم والتجائه وعياذه بالله الكبير صار شمساً عظمى من شموس الحقائق، لا تماثلها شموس الكون قاطبةً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا،وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45-46) سورة الأحزاب. فمن رأى طرفاً من عالي حقيقته، يدرك سفاهة ما قيل عنه وباطله، فكيف لشيطان أن يقترب منه صلى الله عليه وآله وسلم ؟!.
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعةٌ والحق يظهرُ من معنىً ومن كلمِ
عَمُوا وصمُّوا فإعلان البشائر لم تُسمع وبارقةُ الإنذار لم تُشَمِ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهنهم بأن دينَهُمُ المعوج لم يَقُمِ
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ من الشياطين يَقْفُو إثرَ منهزمِ
وكيف يدركُ في الدنيا حقيقتهُ قومٌ نيامٌ تَسلَّوا عنه بالحُلُمِ
بل وبحالة السحر يدخل الشيطان بنفس الإنسان، ويسيطر على مشاعره وأحاسيسه وأفكاره وحتى أفعاله، فكيف لشيطان ضعيف، قبسٌ من نور الله يحرقه، أن يلج في مهبط التجليات الإۤلهية؟!. المؤمن يدرك حقيقة هذا الكلام، ولا يصدِّق تلك الرواية أبداً، لأنه يقيس الأمور على ذاته، فيجد أنه بمجرد صلاته على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكره لله ينطرد عنه كل وسواس خناس، ويفشل ويندحر مِنْ حَوْلِه كل من حاك له وكاد من السحرة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف. المحراب
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يحمي ويدافع عن المؤمنين، وهذا ما قصده تعالى بالمحراب، وهو: الحرب ضدَّ الشياطين، وردهم عن الذين من حوله من أتباعه الذين يستمعون الحق. ففي بداية أمرهم يأتي الشيطان، يحاول أن يوقعهم بالحرام ويقنطهم، يحاول أن يرمي الشكوك في قلوبهم، حتى يبتعدوا عن الرسول، وهنالك يتصدى له صلى الله عليه وآله وسلم، ويدفعه عنهم بروحانيته النورانية الجليلة الجميلة، وهذه أمور لا تُرى بعين الرأس، بل أمور قلبية ترى بعين البصيرة. قال تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (39) سورة آل عمران. وهكذا كان سيدنا زكريا في محرابه يحارب الشياطين، ويدفعهم عن أتباعه. كما قال جلَّ وعلا: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} (11) سورة مريم. وقال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} (21) سورة ص. وأيضاً سيدنا داود كان في المحراب، يحارب الشياطين المعتدين منهم ويحرقهم، أو يصدُّهم عن أتباعه المسلمين. فكلمة المحراب أي: الحرب ضدَّ الشياطين وردهم عن الأتباع، كما تطلق لفظة المحراب على المكان الذي يختلي فيه الرسول ليقبل به على الله بالصلاة، وكل محراب للمؤمنين أنشئ للصلاة لدحر شرور الشياطين، قال تعالى: {.. وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ..} (103) سورة التوبة، فبهذه الصلاة عليهم يغمرهم بنورانيته العظيمة، فيردُّ كيد كل شيطان مَريد عنهم، كما أن صلاته صلى الله عليه وآله وسلم سكن لهم عن ميلهم إلى الشهوات الدنيئة، بما يغمرهم بصلاته عليهم بتجليات ربه القدسية، ما ينسيهم كل ميل إلا الميول الفاضلة العلوية لمبدع الكمال، وينبوع الجمال والجلال جلّ شأنه، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المنقذ، فأنى للشيطان أن يقترب منه؟!. حاشا وكلا.
فَمِنْ وراء تلك الرواية المدسوسة ( سحر النبي) والرواية الأخرى «تعلموا السحر ولا تعملوا به» سرت الأرواح الشريرة في أغلب بيوت المسلمين لتصديقهم بها، وكأنَّ لسان حالهم يقول: إذا كان النبي قد سُحِرَ فكيف لا نُسحر ونحن الأضعف؟!!. وغاب عنهم أن عملهم الرديء ونواياهم السيئة وسوء الظن بالله تعالى ورسوله الكريم جرَّ لهم الشيطان، ليزيدهم سوءاً وانحطاطاً وبُعداً عن طريق التوبة والفضيلة، والأوْلى بالمحدِّثين والمفسرين المسلمين في هذا العصر أن ينقِّحوا الكتب التي يُدرِّسونها ويتلونها على الناس، وأن يعرضوا ما يقرؤونه من الروايات على القرآن الكريم، فإن وافق فهو قول حق، وإن خالف كما في روايتي: سحر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعلَّموا السحر، أن يرموا بها عرض الحائط، وأن يحذِّروا المسلمين من تلك الروايات وأمثالها، ولعمر الحق تلك وظيفة العَالِم الحقيقي: أن يبين للناس كلام ربهم القرآن الكريم، وأن يعلمهم الحكمة من آياته والعبرة من قصصه، ويُدرِّسهم قوانينه وأنظمته، وأن التمسك به يُنجي، وتركه إلى غيره من كتب الدسوس يهلك. والآن قد يسَّر الله لنا رؤية الحق من الباطل والدسِّ من الصحيح بما تمَّ نشره من كتب العلاَّمة محمَّد أمين شيخو (قدِّس سره)، التي تبين لنا سُبل هداية الناس للصحيح، وتكفينا مشقة الرجوع إلى بطون الكتب لكشف الحقيقة. هذا البحث من ثنايا علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]منقول | |
|
nadine مديرعام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 567 تاريخ التسجيل : 20/05/2010 العمر : 15
| موضوع: رد: هل وقع تأثير السحر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!. 6/7/2010, 01:08 | |
| | |
|