لا ريب أننا نشعر بالخجل والألم بل نحس بالخزي والعار ونحن نسمع شبابا
بلغت بهم الجرأة أن يصيحوا : ليت الإستعمار لم يغادر أو ليته يعود يوما !!!
والأكيد أن الأقل جرأة منهم كثيرا ما تمتموا بها أوعلى الأقل لامست الفكرة
عقولهم .
ولا شك لدي البتة أيضا في أن الجيل الذي عاصر الإستعمار وعاني من جحيمه وويلاته يقف حائرا مستغربا : يا لجنون هذا الجيل!!!
يريد إستبدال الحرية بالإستعباد ..
يريد إستبدال نور العلم بظلام الجهل..
يريد إستبدال الطمأنينة بالخوف ......
والأخطر من ذلك ينسى تضحيات أبائه وأجداده ويتمنى عودة جلاديهم !!
بل إني لأسمعهم يتمنون عودته ليعرف أبناءهم جحيمه علّهم يرضون بنعيمهم
ولسان حالهم يردد :
ليت الإستعمار يعود يوما......ليعرف جحيمه الأبناء
أفقدتم الذاكرة؟
وأتصور أحد الشباب من الأبناء يرد: نحن لم نعرف ولم نرى شيئا حتى نتذكره، كل ما نعرفه أننا نعيش الإقصاء والتهميش.
نريد الخلاص من هذا الجحيم
نريد العيش في نعيم
كما نراه عند المستعمر القديم ..
لسان حالنا :
ليت الإستعمار يعود يوما ....لنخبره بما فعل الأباء.
يا للمفارقة العجيبة : أبلغ بنا الهوان أن يكون القاسم المشترك بين الجيلين
لإثبات صحة موقفه الإستعمار البغيض؟ !!!
جيل الأجداد والأباء ليعرف الأبناء حجم المعاناة وحقيقة من يتمنون عودته
وجيل الأبناء ليبرهنوا لهم أنهم فشلوا في تسيير مرحلة ما بعد الإستعمار .
فأين الخلل ؟