السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند إشراقة تلك الشمس من بعد ليلة ٍ شتوية ٍ باردة ..
سمعت أول صرخة ..
لقد كانت أول ما سمعته في ذاك اليوم
وربما كانت أول لحظات يعيشها ذاك الطفل .. الذي حط رحاله في هذه الدنيا
لم يكن لوالديه سواه .. حافظا عليه كما يحافظ أحدنا على عصفور ٍ أحبه
ترعرع و كبر ولم يأخذ من منزله سوا الخير وحبه
بدأ يشق طريقه في هذه الدنيا ..
وشاءت الأقدار أن يفارق والداه هذه الحياة
وإذ بهِ وحيداً يتخبط على الطرقات
فـ راح يختلط مع القاصي و الداني .. علّ أصدقاءه ومعارفه يخففون عليه أوجاع الأيام
وإذ بهذا الملاك الأبيض .. ذئباً مفترساً يأكل بلحوم الضعفاء
جرّده أصحابه من كل الأخلاق النبيلة والصفات الفاضلة التي اكتسبها في منزله
ليفصّلوا له ثوباً أسود اللون يرتديه ظناً منه بأنه سيحميه من برد الشتاء القارص ..
ربـّما ارتداه حينما أدرك هو ذلكـ ..
و ربـّما أجبرته دنياه ..
فـ هل تجبرنا الدنيا على أن نصنع من أنفسنا وحوشاً لنستمر فيها ؟
وهل للعصافير المغرّدة مكان في يومنا هذا ؟
أسئلة لطالما أردت طرحها لعلّني أجد جواباً .. فهل العيب بزماننا أم العيب فينا ؟
بانتظار تفاعلكمـ أخواني ,