وصول المنتخب الجزائري من سان لامير إلى بولوكواني أحدث ضجة كبيرة في هذه المقاطعة الهادئة، حيث حظي الخضر بإستقبال حار من طرف المئات من المناصرين الجزائريين الذين أصروا على مغادرة بريتوريا المقر الرسمي للإقامة...
والتنقل برا من أجل تحفيز العناصر الوطنية، الأمر الذي حول مطار بولوكواني إلى مقاطعة جزائرية فوق العادة، حيث رفرف العلم الوطني عاليا، وكانت الأجواء كبيرة، رغم أن العناصر الوطنية كانت محاطة بحزام أمني بشري، أبقى اللاعبين بعيدين عن أوركسترا المناصرين وحتى الإعلاميين، لأن الجهات المنظمة عمدت إلى تعزيز التغطية الأمنية على مستوى المطارات ومقرات إقامة المنتخبات.
الأنصار ضحوا بالرحلات المنظمة
وكان المئات من المشجعين الجزائريين قد شدوا الرحال ظهيرة أول أمس الجمعة من بريتوريا بإتجاه بولوكواني بواسطة سيارات الأجرة على مسافة 273 كيلومتر، بتكلفة 300 راند، لأن الرحلات المبرمجة كانت ستنقل المناصرين من إقامة هويس إيريكا في ساعة مبكرة من فجر اليوم، لكن تعلق الأنصار الجزائريين بمنتخبهم جعل "الأمواج البشرية" تتجه على دفعات صوب بولوكواني، لأن ساعة الحسم قد دقت، وكل مناصر ظل يحلم بالتواجد على مقربة من مقر إقامة الخضر على أمل العودة إلى مقر اقامة الأنصار ببريتوريا في موكب احتفالي ضخم.
الكل يصور استعراض الجماهير
رغم من أن عدد أنصار الخضر لا يعد سوى بضعة المئات، إلا أن طريقة التشجيع المميزة تجعل الخضر يحظون بدعم ومساندة الآلاف من الجنوب إفريقيين، الذين أعربوا عن وقوفهم إلى جانب الجزائريين في جميع المباريات وبطريقة حضارية مما جعل أنصار بقية المنتخبات لا يترددون في إشهار كاميرات هواتفهم النقالة للاحتفاظ بتلك المشاهد التاريخية.
لا أثر للجمهور السلوفيني
لم تشهد شوارع جوهانسبورغ على مدار الأيام الأربعة الفارطة حضورا يلفت الإنتباه بالنسبة لمشجعي المنتخب السلوفيني، رغم أن منتخبهم أقام بجوهانسبورغ منذ أن حط الرحال بجنوب إفريقيا في السابع من شهر جوان الحالي، ويبدو أن أبناء البلقان يفضلون الترقب عن بعد.
كل افريقيا مع الجزائر
لن يكون عشاق الخضر لوحدهم اليوم في مدرجات ملعب بيتر موكابا في مدينة بولوكواني، بل سيحظون بتدعيم افريقي منقطع النظير من أصحاب الضيافة الذين أكدوا لنا مناصرتهم لكل المنتخبات الافريقية، لأن نجاح المونديال الإفريقي يمر بتألق منتخبات القارة السمراء. وتجدر الاشارة إلى أن المنتخب الجزائري يحظى دوما بمحاباة جماهير المنتخبات المضيفة للبطولة ففي مونديال اسبانيا ازداد التدعيم، خاصة بعد الفوز على ألمانيا. إبعاد منصوري في هذا التوقيت حساس جدا
حذار من أمريكا.. وعليكم بسلوفينيا للمرور للدور الثاني
وصل لجوهانسبورغ لتحليل مباريات المونديال، نجم الكرة المصرية حازم إمام إلتقته الشروق اليومي وتحدثت إليه حول المنتخب الجزائري خاصة وأنه كان أحد المحللين في كأس إفريقيا وتابع مشوار الخضر منذ بدايته.
الخضر ينقصهم زياية لتسجيل الأهداف في المونديال
المنتخب الجزائري يتواجد في مجموعة صعبة، كيف يراها حازم إمام ويرى حظوظ محاربي الصحراء في التأهل للدور الثاني؟
بصراحة مجموعة الجزائر تنطبق عليها مقولة "المجموعة الصعبة السهلة" وهذا إذا إستثنينا المنتخب الإنجليزي طبعا، فبالنسبة للمنتخب الأمريكي والسلوفيني بإمكان الخضر التفوق عليهما إذا لعب بمستواه المعتاد مثلما شاهدناه في مباراة كوت ديفوار لما يغلق دفاعه بالشكل اللازم ويلعب بطريقته المعتادة، وعليه إستغلال نقاط قوته لاسيما الكرات الثابتة التي ينفذها بإتقان بلحاج وزياني ناحية بوڤرة وحليش أوغزال.
وأيضا قوة المنتخب الجزائري تكمن في دفاعه الذي يعرف جيدا كيف يغلق المنافذ، لذا، فكلما تمر الدقائق والنتيجة متعادلة سلبا ممكن أن تسجل في أي لحظة من هجمة مرتدة لكن إذا فتحت اللعب من البداية للتسجيل فهذا أمر صعب جدا، وقد تكون عواقبه وخيمة على منتخبكم لأن المنتخب الأمريكي فيه عناصر قوية جدا سرعتها عالية ولياقتها ممتازة مثل جيمس لاعب فولهام الإنجليزي ودونافون وكذا رأس الحربة هال سيتي التيدول، فالمنتخب الأمريكي يملك لاعبين في أوروبا لهم الخبرة الكاملة لإستغلال المساحات، لذا عليكم إستغلال قوتكم في دفاعكم مثل المنتخب الإيطالي..
لكن دفاع الخضر مؤخرا تلقى ثلاثة أهداف ضد صربيا ومثلها ضد إيرلندا، فأين هذه القوة التي تتحدث عنها؟
المباريات الودية لا يمكن الحكم عليها، أحيانا تكون مركزا وتظهر إمكانياتك ثم في المباريات الرسمية تكون غائبا تماما، لذا من الأحسن ان تخطئ في المباريات الودية حتى تصحح الأخطاء، ثم لا تنس أن هذا المونديال هو الأول لهذا الجيل وبالتالي سيحاول جميع اللاعبين أن يكونوا حاضرين ذهنيا وبدنيا ليبرزوا بقوة. صحيح أنه في مباراة كوت ديفوار الخضر تلقوا هدفين، لكن أدوا مباراة بطولية، وهذه هي الروح التي يُمكن للجزائر أن توظفها للمرور للدور الثاني
لكن هناك مشكلا آخر يتمثل في عقم المهاجمين، وحتى أهدافنا تحمل بصمات المدافعين؟
نعم وهذه هي مشكلة المنتخب الجزائري الذي يملك رأس حربة واحدة يتمثل في عبد القادر غزال، أما صايفي فهو ليس رأس حربة صريح، ثم غزال هو متعب للمهاجمين، لكنه لا يسجل لغياب المساندة. فزياني يوزع كرات من منتصف الملعب ولايدخل لمنطقة العمليات، بينما يجد غزال أحيانا مساندة من مطمور، ولكن ليس دائما، مما جعله يلعب معزولا، لكنه لاعب مميز. بالنسبة لرفيق جبور، فصراحة لم أتابعه ولا أعرف مستواه، ثم هناك زياية، لا أعرف لماذا لم يستدعه سعدان واكتفى بثلاثة مهاجمين فقط.
إذن أنت ترى أن الهجوم الجزائري ينقصه عبد الملك زياية؟
طبعا فأنت لا تملك رأس حربة له حس التهديف في الوقت الحالي، غزال يقوم بعمل كبير لكنه لا يسجل، جبور لا أعرفه ولا يمكن الحكم عليه، صايفي لاعب ممتاز، لكنه تقدم في السن ولا يمكنه أن يلعب مباراة كاملة.
سعدان قرّر أيضا الاستغناء عن قائد المنتخب الجزائري يزيد منصوري وإبقائه في كرسي الإحتياط، وهو القرار الذي استاء له بعض اللاعبين؟
ومن سيلعب مكانه؟
هناك لاعبين جدد إنضموا مؤخرا، وممكن جدا أن يعوضه فؤاد قادير لاعب فالنسيا الإسباني أو عدلان قديورة..
يزيد منصوري لاعب يعجبني كثيرا وانا اتكلم من منطلق تقييمي للمنتخب الجزائري في كأس إفريقيا، فهو لاعب مشاكس يعطل الهجمات ولا يزيد كثيرا في الناحية الهجومية ويلعب في منتصف الدائرة، ومثل هذه القرارات قد تؤثر على المنتخب، لأن في أي فريق هناك كيان أساسي، وإذا أردت ان تحدث تغييرات فليس قبل المباراة بساعات، عليك بتحضير ذلك لوقت كاف، خاصة إذا كان لاعب شاب سيعوض اللاعب الأساسي.
غالبية الجزائريين طالبوا بإجلاس منصوري على كرسي الإحتياط، ويبدو أن سعدان رضخ لضغطهم المتواصل لدرجة أنهم اطلقوا صافرات استهجان على اللاعب عند تغييره في مباراة الإمارات.
لا أحبذ تغيير التشكيلة كثيرا، لكن تأكد أن المدرب لما يقوم بأي تعديل في تشكيلته الأساسية فهذا من أجل أن يكسب المباراة. ثم إن المباراة الرسمية هي التي ستوضح إن كان سعدان قد أصاب أو أخطأ بتغيير منصوري.
المنتخب المصري لعب مباراتين ضد أمريكا وإنجلترا وخسرهما بثلاثية، من خلال متابعتك للمباراتين، ما هي الخلاصة التي خرجت بها ويُمكن أن تفيد المنتخب الجزائري؟
المنتخب المصري أدى شوطا رائعا أمام المنتخب الإنجليزي، ولما طمع قليلا تلقى ثلاثة أهداف، لذا عليك أن تلعب قدر إمكانياتك، ومهما كنا ممتازين كعرب لكن قدراتنا محدودة، أظن أن المنتخب الجزائري لو لعب بدفاع المنطقة وإنتهج خطة 4_5_1 أمام المنتخب الإنجليزي سيقول كلمته في هذه المباراة، ثم إذا فازت الجزائر على سلوفينا وتمكنت من التعادل مع أمريكا فحظوظها كبيرة جدا، إن لم أقل يكون قد ضمن المرور للدور الثاني.
وفي حالة الخسارة أمام سلوفينيا، هل معناه توديع المونديال؟
بصراحة صعب جدا، لأن المنتخب الأمريكي قوي ولاعبوه حاضرون بدنيا وأدوا بطولة رائعة في كأس العالم للقارات، والآن له لاعبون محترفون في أوروبا وأصبحوا يعرفون كيف يقفون في الملعب، وإذا جاريناهم في السرعة فهذا سيتعبنا كثيرا وقد يؤدي بنا لخسارة نقاط المباراة، لذا يجب الحذر واللعب في منتصف الميدان، ثم لا تنس أن المنتخب الجزائري يملك عناصر لها من الذكاء ما يمكنها من الخروج غانمة من هذ اللقاء، خاصة إذا تم التركيز على توزيعات بلحاج ومطمور من الأطراف ثم صمام الأمان متواجد مع حليش وبوڤرة.
وهل سيشجع كابتن حازم إمام المنتخب الجزائري؟
إن شاء الله، طبعا، وهذا ما نقوله في مصر.
One two three viva l'algerie 
